فلسطين أون لاين

العميد أبو بطيحان: الإغلاق وفقاً للمصلحة العامة وقد يكون حلولاً للعالقين

تقرير "كورونا" يحاصر الغزيين خارج القطاع  .. والقنصليات الفلسطينية تتجاهلهم

...
(أرشيف)
غزة - يحيى اليعقوبي

رغم أن القرار الحكومي في قطاع غزة، بإغلاق معبر رفح البري مع جمهورية مصر العربية، جاء تلبية للتوصيات الصحية العالمية؛ خشية وصول فيروس كورونا (كوفيد 19) إلى القطاع المحاصر إسرائيليا، إلا أن ثمة مشكلة إنسانية أخرى تحتاج إلى توقف الجهات الحكومية ذاتها للعمل على حلها.

وتتعلق المشكلة بالمرضى والعالقين في مصر ودول أخرى كان مقررا عودتهم الأسبوع الجاري لغزة، يقولون إن "الحكومة لم تعطهم فرصة ومهلة زمنية للعودة ومن ثم اتخاذ القرار"، مؤيدين في الوقت نفسه هذه الإجراءات الصحية الوقائية.

استغاثات

"ياريت يحددوا يومين في الأسبوع للعائدين .. أنا بانتظار كل دقيقة يفتح فيها المعبر" بعد 15 يوما من التواجد بمصر انتهت، أول أمس، العملية الجراحية لابنة المواطن يوسف سعيد في معهد ناصر الطبي في القاهرة ليناشد بتلك الكلمات السماح له بالعودة إلى غزة.

يقول سعيد لصحيفة "فلسطين": هناك نحو 100 حالة مرضية في المشفى منهم من ينتظر موعد العملية الجراحية منذ شهرين، أكثرهم مرضى عظام، كما أني موظف وحصلت على إجازة دون راتب، والآن انتهت العملية الجراحية لابنتي وننتظر فتح المعبر للعودة لغزة.

كما يفترض أن تكون  "أ" وزوجها قد عادا من تركيا إلى مصر في الثامن من مارس/ أذار الجاري بعد رحلة علاجية هناك، لكن ظروفا صحية خاصة دفعت الطبيب لتأجيل الموعد.

أمام التأجيل حجزت "أ" التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، تذكرة الطائرة، لكنها كما تقول لصحيفة "فلسطين" تفاجأت بإعلان إغلاق المعبر في كلا الاتجاهين باستثناء الحالات الطارئة.

عبر طرف سماعة "الهاتف الأخرى" تبدي أسفها على ذلك: "نحن في حالة طارئة، منذ ثلاثة أيام نعيش وضعا نفسيا صعبا، فوالدة زوجي مريضة وهو ابنها الوحيد ويجب أن يكون بجانبها في هذه الأوقات".

بنبرة صوت غاضبة تابعت: "شركات الطيران لا تسمح للفلسطينيين الآن بالصعود إلى الطيران والأمور غير واضحة بالنسبة لنا، وكذلك السفارات الفلسطينية لا تتعامل معنا مثل باقي الدول التي منحت مواطنيها في الخارج مهلة للعودة".

ولا يختلف الحال كثيرا، فكانت شهيناز زعرب المتواجدة مع قريبتها بالقاهرة منذ شهر تتأمل العودة إلى غزة، هذا الأسبوع، قبل إعلان إغلاق المعبر في كلا الاتجاهين.

وقالت زعرب لصحيفة "فلسطين": "كان مفترضا قبل القرار منحنا فرصة للعودة، ومن ثم تقوم الحكومة بحجرنا صحيا لحظة العودة للتأكد من سلامتنا، وكلنا نؤيد اتخاذ هكذا إجراءات للوقاية ومنع انتقال العدوى إلى قطاع غزة".

وأضافت: من حقي أن أعود إلى بلدي خاصة أن أطفالي ينتظرونني، والآن فيروس كورونا (كوفيد 19) منتشر بمصر ووجودنا خطر كبير "والسفارة الفلسطينية غائبة عن المشهد".

أجل غير محدد

صحيفة "فلسطين" نقلت تساؤلات العالقين عن موعد فتح معبر رفح لمدير هيئة المعابر في قطاع غزة العميد فؤاد أبو ابطيحان، والذي أكد أن معبر رفح مغلق بصورة رسمية حتى إشعار آخر في كلا الاتجاهين.

وقال أبو بطيحان في تصريح خاص لصحيفة "فلسطين": إن السلطات المصرية ستسمح للعالقين بحاجز "المعدية" بمدينة العريش فقط بالعبور والوصول لغزة.

وأضاف أن مدة الإغلاق ستكون وفقا لما تقتضيه المصلحة العامة وبعد ذلك سيتم دراسة الأمر وقد يكون هناك حلول للمسألة، مؤكدا أن قضية الإغلاق مصلحة عامة للجميع سواء للقادم أو المغادر، لأن "القرار متعلق بسلامة المواطنين وهذا أهم شيء".

وأكد أبو بطيحان: "صحيح هناك مناشدات موجودة، لكن المسألة والخطر ليس سهلا، وقرار الإغلاق جاء بعد دراسات من اللجنة الحكومية ووزارة الصحة".